Monday, November 19, 2007

لماذا لا ينصرنا الله؟

سأل أحدهم منذ فترة عن سبب عدم نصرتنا مع أننا نقوم بمعظم الشعائر الإسلامية ونلتزم بمعظم العادات الإسلامية وقال لما لم ينصرنا الله ونحن المسبحون المصلون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر؟ وقال لعل العديد منا يخطر بباله هذا السؤال بعد ما رأي في رمضان الألوف تدعوا وتبتهل بنصرة المسلمين المستضعفين في كل مكان وأعينهم تفيض من الدمع وأبصارهم خاشعة لله
سؤاله البريء، إذا افترضنا حسن النية، مردود عليه منذ ألوف السنين: الإجابة باختصار علي هذا السؤال تحتاج معرفة كيفية تحول العرب المسلمون من رعاع لا يُؤمن لهم جوار وتنتهك حرماتهم ويتخطفهم الناس من حولهم إلي قادة أمم ومعلموا البشرية وأنشئوا في وقت قياسي دولة مؤسسية بسطت سلطانها علي الكرة الأرضية في أقل من خمسين سنة؟ ودحروا أمتين من اقوي الأمم في زمانهما وهي الفرس والروم ونشروا الأمن والسلام في ربوع المعمورة. الجواب ببساطة أننا بحاجة للعودة لمبادئ لإسلام الحنيف والاستقاء من منابعه الصافية كتاب الله وسنة خير الأنام صلي الله عليه وسلم والعمل بهما اقتداءً وإتباعا وليس فقط في مظاهر الملبس وطريقة الكلام بترديدنا إن شاء الله وخلافه والتزامنا الصلاة والصوم والحج وسائر العبادات مع افتقادنا لروح الإسلام وهي العمل والصبر وعدم التواكل ومعرفة أن الله ما جعل سبب من غير مسبب ولعل تكون لنا العبرة في السياق القرآني المعجز حينما أخبرنا عن مريم البتول وقد أتاها المخاض فأمرها ربنا جلت قدرته بأن تهز النخلة " وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليكي رطباً جنيا " سورة مريم الآية 34 وهل المرأة في حال المخاض تستطيع أن تهز قشة؟ ولكن شاءت قدرة الله أن تعلمنا بأنه يجب العمل وبذل الجهد في كل وقت مع الدعاء الصادق والله يتولي التوفيق وأن الدعاء بلا عمل تواكل حتى الحديث النبوي الذي يُستشهد به علي التكاسل والتواكل " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً"
قرن النبي صلي الله عليه وسلم الحصول علي الرزق بالحركة فقال تغدو وتروح ولو مكثت في عشها ما طعمت ولكنها بحثت وجابت الأجواء بحثا عن رزقها. وأي نصر يحتاج للأخذ بأسبابه "إن تنصروا الله ينصروكم ويثبت أقدامكم". وما أجمل قول الناسك الزاهد إبراهيم بن أدهم ملخصا سبب عدم الاستجابة لدعاءنا:
- عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. - وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به. - وادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه. - وادعيتم حب الرسول صلى الله عليم وسلم وتركتم أثره وسنته. - وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها. - وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب. - وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له. - واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم. - وتأكلون رزق الله ولا تشكرونه. - وتدفنون موتاكم ولا تعتبرون.!
والله سبحانه ينصر من ينصره ويستجيب للصالحين وفي الأثر "أطب مطعما تكن مستجاب الدعوة" والأزمة الحقيقة التي تعاني منها الشعوب الإسلامية هي أزمة أخلاق وهو ما أشار اليه منذ أمد بعيد أمير الشعراء أحمد شوقي:
وإذا أصيب القوم في أخلاقِهم فأقم عليهم مأتماً وعويلا

No comments: