Monday, November 23, 2009

التطبيع ولعب مبارة كرة قدم مع اسرائيل هو الحل

نعم هذه دعوة صريحة ومباشرة للتطبيع الفوري مع إسرائيل، ولنبدأ بمبارة كرة قدم "ودية" فورا معها، على أن نخطط استراتيجيا لإنشاء مجموعة رياضية جديدة للشرق الأوسط تضم دول شمال أفريقيا، للمنافسة على كأس العالم، وأن تقتصرمجموعة أفريقيا على الدول جنوب الصحراء الكبري. بذلك تدخل الدول العربية ومنها مصر مع إسرائيل في مجموعة رياضية واحدة، وهكذا تدخل إسرائيل طرفا في تصفيات رياضية عالمية كل سنتين مع الدول العربية، مرة كأس عالم، ومرة كاس منطقة وهكذا.. عندئذ يمكن شحن الجماهير العربية خصوصا في مصر والجزائر، ضد إسرائيل، وتستعيد تلك الجماهير شعورها الوطني تجاه قضيتها "المنسية" فلسطين، ويمكنها حرق علم إسرائيل "براحتها" في حماية الأمن المركزي بدلا من ضربه، ويمكن للإعلام المصري "الوطني جدا" أن يهاجم إسرائيل ليل نهار دون قيود أو رقابة أو حذف، وأخيرا فسيتمكن النظام الحاكم من إعلان التعبئة القومية ضد إسرائيل دون التعرض للوم أو "قرصة ودن" أمريكية، عندئذ فقط يمكن الأمل في تحرير القدس المحتلة والانتقام للأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل، واعترفت بذلك ببجاحة.
سيكون من السهل حينئذ استدعاء ماتم تسكينه وتخديره من مشاعر العداء ضد عدو الأمس واليوم، ولن يملك المجتمع الدولي أن يلوم مصر أو الجزائر على أي أعمال عدوانية ضد المصالح الإسرائيلية في كل من البلدين، فالأمر أولا وأخيرا في ظل المنافسة الرياضية. من هنا تستعيد القضية الفلسطينية حيويتها ويبدأ مسار رياضي لتحرير القدس المحتلة بعد فشل المسارات السياسية المتعددة والمملة.
في القرن الواحد والعشرين قام كل من النظام الحاكم المصري ونظيره الجزائري، بإعادة اكتشاف معاني العزة الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب المغتصبة. لقد تعلمت الجماهير في كل من البلدين معاني الشرف الوطني والعزة القومية من خلال التضحية بدم المصابين المصريين في معركة أم درمان بالسودان على يد الكوماندوز الجزائريين المتخفيين!!، وطبعا لم يكن ليفلح فيلق الإبرار الجوي المصري من الفنانين والإعلاميين والحال كذلك.
لم تقتصر الدروس المستفادة من معركة مبارة مصر والجزائر على إعادة اكتشاف مدى "غلاوة" دم الشعب وكرامته هنا أو هناك، حتى ولو كانت مجرد إصابات يحدث أضعاف أضعافها في شوارع مصر يوميا في "الخناقات" العادية بين الفتوات، أو في أقسام البوليس أثناء التحقيقات "الإنسانية جدا"، أو كانت مجازر جماعية في الجبال والقرى النائية بالجزائر في الصراع على السلطة منذ النجاح المدوي الذي حققه الإسلاميون ديموقراطيا في تسعينيات القرن الماضي، ذلك النجاح الذي استدعى تدخل الجيش الفرنسي/الجزائري لقمع تلك الجريمة الديموقراطية الشنعاء، وطبعا تعلم الإسلاميون المصريون والعرب عموما ذلك الدرس، وعلموا أنهم بالديموقراطية وبغيرها لن "يشموا" ريحة الحكم!!.
أخيرا اكتشف النظام المصري قوة مؤسسة الرئاسة عندما أعلنت التعبئة ضد الجزائر دفاعا عن شعب مصر، واكتشفت الدبلوماسية المصرية "الخرعة" رجولتها حين سحبت السفير المصري تعبيرا قويا عن مسئولية النظام المصري عن شعبه. ولنتذكر أن نفس النظام لم يتعرف على تلك المسئولية على أثر تكرار قتل جنود الأمن المركزي على الحدود بالنيران الإسرائيلية من حين لآخر، أو قصف الأراضي المصرية في رفح المصرية أثناء محرقة غزة على يد الجيش الإسرائيلي، مع غض النظر عن معنى تلك المحرقة، حيث اعتبرها النظام المصري شأن فلسطيني داخلي مع جيرانهم الإسرائيليين. من هنا تأتي وجاهة الدعوة إلى قيام علاقات رياضية فورا مع إسرائيل، باعتبار الرياضة وسيلة لاستعادة قوة الدبلوماسية المصرية في الحسم والجدية في التعامل مع الشقيقة إسرائيل، فربما يتذكر النظام المصري من خلال الشرف القومي الرياضي معاني الوطنية والعروبة كما فعل بمباراة الجزائر.
نعم، التطبيع الفورى مع إسرائيل والبدء بمبارة كرة قدم، هو الأمل في تحرير القدس وإعلانها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، والتطبيع هو الأمل في تفادي الهجمة الشرسة التي يقوم بها الانعزاليون المصريون ضد العروبة ثقافة وتاريخا والتطبيع هو الأمل في توحيد صفوف المصريين وتناسي بواعث الفتنة الطائفية.

No comments: