Friday, August 29, 2008

تموز أنت ربيعنا

قصيدة للشاعر والاكاديميالفلسطيني الكبير د. أحمد حسن المقدسي( خاص بعرب تايمز)قصيدة مهداة الى المناضل السيدحسن نصرالله ورفاقه في النصر
لله ِ دَرّك قد حَمَيت َ حِـماناوالنصر ُ حَلـَّـَق َ في فـَضاء ِ سمـانايا صانع َ الأمجاد ِ كيف أتيتنا ؟أهديتنا نصرا ً وغيرُ ك خانـاأثبت َّ أن ّ النصر َ محض ُ إرادة ٍ والنصر ُ كان أمامـَنا البُرْهـانـاكنت َ الصَدوق َ وكان وعدُ ك َ صادقا ًلم تَخذِ ل ِ الأنصار َ والخِلانـافَوَثَبْت َ والفرسان ُ حولك َ عُصْبة ٌ أ ُسْـد ٌ إذا داعي الجهاد ِ دعانـاورجالك َ الأبطال ُ حولك َكلهُم ْأنـا التفــت َّ وجدْ تهم عُـقبا نـافإذا علي ٌّ سـاكن ٌ بنفوسِــهم وإذا حسين ٌ يسـكن ُ الأبد انــاأوْلَمْــت َ من جُثث ِ العدو ِ وليمـة ًأشْبَعْـت َ منها الد ُّود َ والغِـربانـافوعدتـَنـا ، وأتيْـت َ بالنصر ِ الكبير ِوعاد َ جيش ُ الخاسـئين َ مُـهـانـا***
ما كنت ُ يوما ً مُنـْشِدا ً في جَوقَـَـة ٍوَفـْق َ العَطاء ِ يُدبِّـج ُ الأوزانـاهي َ سُنة ُ الأحرار ِ في زَمن ِ الرذيلة ِوالخنـا : أن ينصروا الفرسـاناكم كنت ُ أطمح ُ في ارتواء ِ حُشاشتي ورجـعت ُ عن ْ آبارهـم ظمآنـايا أيها الصقـْر ُ المحلـِّـق ُ عاليـا ًوالآخرون تحولوا جـُرذانـانظـِّـف ْ لنا بيروت َ من ْ أوساخِهاوأعـِـد ْ الى عليائـه ِ لبنانـاتلك َ الأفاعي أخرجت ْ أنيابهـا وبـَنـَـت ْ على حـُلـُم ِ الخـَـراب ِ رِهانـاوتبادلوا الأنخاب َ مع ْ أسيادِهم سَـقـْط ُ الرجال ِ يُعاهــد ُ الشيـطانـاأطفَأت َ نا ر َ الطائفية ِ بعدمـا قـَـدَحوا الزناد َ ليُشعلوا النيرانـاأوّاه ُ كم أرْعبْتـَـهم حين َ الحسام ُإلى رقاب ِ الخائنين َ تدانـىفإذا بسَـعْـد يسْتجير ُ بجَـعْجـَـع ٍووليـدُهم يستـَنهِـض ُ الزُّعرانـالا ..لا تـُفاوض ْ زُمْـرة َ الشيطان ِ لا دِيْـن ٌ لمن يتوسَّـل ُ الشيـطانالا تـَلـْمَسَـن َّ يد َ الخيانة ِ والخنوع ِ ولا تـُـشَـرِّف ْ بالعِناق ِ جبانـافأولاء ِ خِـصيـان ٌ لدى أسيادهمدَعْـهُمْ لدى أسيادهم خِصْيانـامِـن ْ بعـد ِ مـا أذللت َ سيدَهمبساحات ِ الوغى ، هل تلتقي الأقنانـا ؟فكبيرُهم شَرَف ٌ لـه لو أنَّ' ليفني ' ترتديــه ِ لِنـَعْـلِها ' جُـربانـــا 'وشريْفـُهم فَخْــر ٌ له لو ' كوندوليزا 'عَـيَّنـَـته ببيتِـها سَـعْدانـادَعْهـم سيحترقون َ في نيرانِـهـمفالنار ُ تأكل ُ بعضـَها أحيانـا***
بيروت ُ يا وَجـَع القصيدة ِ لم أزل رَغـْـم َ المـَشيب ِ بعشقها ولهانـايا أيها الشيب ُ المُـعَـتـَّق ُ في المفارق ِ لـم أزل ْ بـِلـَواعـِجي نشـوانابيروت ُ أعوام تـُفرِّق ُ بيننـا لا هُنـْت ِ أنت ِ ولا ترابُك ِ هانـاهاتي كؤوس َ العشق ِ نشرب ُ خمرَهالا ضـَيْرَ لو خمر ُ الهوى أعمانـافلـَطالما آسَيْـت ِ جرح َ مُناضل ٍولكـل ِّ مُشْـتاق ٍ فـَتـَحْت ِ جَنانـالا تـُرْضِعي قطط َ الطوائف ِ بعدماقتلوا المسيح َ ودنسـوا الفـُرْقـانالافرق َ بين موحـِّـد ٍ ومُـثـَـلـِّـث ٍفـَلِمَسْـلخ ِ الأعداء ِ سِيْــق َ كِلانـالا فـــرْق َ في دين العدو ِ إذاالضحية ُ تعبد ُ الإنجيـل َ أو قرآنـابل ْ مَـن ْ تعَشـَّـى مِــن ْ أهِـلـَّـتِنـاســيجعل ُ – في غد ٍ – إفطارَه صُلباناذبحوك ِ يا بيروت ُ مرات ٍ مضت ْوكما نهضت ِ سَـتـَنهضين َ الآنـا***
يا لابـسا ً وَجَـع َ العروبة ِ حَـرْبَة ً نـَجـْـلاء َ ترقص ُ في صدور ِ عِـدانالولاكَ لــم تُفتـَـح ْ زنازين ٌ ولا حُـرِّية ٌ رفــَّـت ْ علـى أسـرانافـَلـْتـَهنئي أم َ الأسير ِ وزغردي فالشِّــبل ُ عاد َ بمجــدِه ِ مُـزدانـابشراك ِ يا أم الشهيد ِ فهللـي مـا عـاد َ رقـْـمَـا ً في العراء ِ مُهانـاودلال ُ بعد َ اليوم ِ تـَمشـُـط ُ شعرَها وببيـتها .. تتوسَّـط ُ الأحضـانا***
يا راوي َ التاريخ ِ حَـدِّ ث ْ عن فتى ًمَـلأ البلاد َ مَناعـة ً وأمـاناحَـدِّ ث ْ عن الأحرار ِ كيف تـَسَنـَّمواالعليـاء َ وانتـَصبوا بها فرسـاناحـَدِّ ث ْ عن الأمجاد ِ ضيعَها صعاليك ُالفسـاد ِ وضيـَّعوا الإنسـانالو أن َّ موجـات ِ الفسـاد ِ تفجرت ْ فوق َ الهضاب ِ لأحدثت ْ بركـاناتلك َ العـَواهـر ُ قايضت ْ أوطاننـا وتـَرَبـَّعت َ مـِن فوقنـا تيجـانايتحدثون عن الكرامة ِ بعـدمامـَسـَحوا غـُبار َ نِعالهم بـِلِحانافالحاكم ُ العربي ُّ قَـوَّاد ٌ هنـاك َوبيننـا يـَتـَمثــَّـل ُ الرحمـانـاوالحاكم ُ العربي ُّ سمـسـار ٌ يُقد ِّمناإلـى حاخـامهم قـُربانـالـو كان مـِثلـُك َ في العروبـة ِ قادة ٌ ما دنـَّـس َ الأوباش ُ طـُهر َ ذ ُرانـاالكـل ُّ تاجر َ بالقضيـة ِ فاغتنــى والشــعب ُ كان لوحــده ِ الخـَسْـرانـاكي يَـخلـُـدوا في حـُكـْـم ِ هاتيك َ المـزارع ِ أصبحوا لِعـَدونا الأعوانـامَـن ْ باع َ أولى القِـبلتين ِ وخاننــاهـل يـَنـْتـَخي لـِيُحرِّر َ الأوطانـا ؟إني لأسأ ل ُ : أي ُّ جيـش ٍ مِـن جيوش ِ المـُلْهمين َ لأرضـه ِ قد صانـا ؟هـذي جيوش ٌ مـا أتت ْ إلآ لتقمـَـع َ شـعبَها وتـُرَسـِّـخ َ الأدراناونضالـُها قتـْل ُ الشعوب ِ فكلـما ذبَحَــت ْ بريئـا ً ألـْبـِـسَـت ْ نيشـانا***
قــَرْن ٌ مضى من نكبة ٍ لهزيمــة ٍوجيوشــُـهم تـَتـَصَيَّـد ُ الفِئرانـاقـرن ٌ مضى والعاهرات ُ تسوسُــناوتـَسوقـُنا في حَقـْلها قـُطْعانـاحتى إذا عَرَّيْتـَــهم وفضحتـَــهمزادوا علـى طـُغيانِهم طـُغيانـافـَتـَعرَّت ِ الحِمْـلان ُ فـــوق َ عروشِهاوتـَصَنـَّموا بعروشـِـهم حِـملانـاهــم عِـلـَّـة ُ الأوطان عَـز َّ عِلاجها وتـَمـَـددوا في جـِسـْـمنا سَـرَطاناإني أرى ؟ بطـشـا ً وأفواهـا ً مـُكَمـَّمـَـة ً وشعبا ً خانعـا ً ومـُـدانـاها إنهـم ملأوا الجروح َ بِقـَيْحِـهم فأتـَيت َ تـــزرع ُ جرْحـنا ريحـاناإن ْ تـَـرْج ُ من تلك المقابر ِ نـُصْرَ ة ً أوْلـى بأن ْ تـَسْــتـَنـْهِض َ الأكفـانالـو كـان غيـرُك صادقـا ً حَقــَّـا ً لأدَّينـا علـى جـِلبابـه ِ الأركانـالكنـَّه في الحرب ِ أضعف ُ من أتان ٍ فـي الهروب ِ يُسـابِق ُ الغزلانـايـا أمـة ً رَهَــنت ْ مَصائرهـابأيدي المُـفسِـدين َ فأحـْرَزَت ْ خـذلانـاكـم مجرم ٍ سَــــيظل يجثـُـم ُ فوقنــاويَسـومُنا فوق الهوان ِ هوانـا ؟يا أمــة ً بَـلـَغ َ النـِّـفاق ُ بها لأن ْتنسـى الإلـه َ وتعْـبُد الســُّـلطاناما دامت ِ الأوطان ُ تحكمها الفطائس ُسـوف َ نغـدوا كلـُنـا أقـْنـانا***
أللـه ُ أكبر ُ كيف زلزلت َ العُروش َ فكنـت َ تحـت َ عروشـِـهـم بركـانامـا أروع َ النصـر َ الكبير َ لأمـة ٍ كـم عاشـت ِ النكـَسـا ت ِ والخـُسْـراناحـتى غـَـدَ ت ْ أُمْـثـُولة ً وحِكـاية ً أحزانـُهـا تتوالـد ُ الأحزانـانصْـر ٌ يـَهـل ُّ وقد حـَسِبْنا الإنكِسار طـواه ُ مَـع ْ أحلامنـا وطوانـاصِـرت َ الصـُـداع َ لِطـُغـْمة ٍ في غـَفلة ٍ رَكبـت ْ ظُهـور َ الناس ِ والأوطـانالولاك َ لا نصـر ٌ يـُغازل ُ مُقلتـيأو بسـمة تتوسـَّـد ُ الأجفانـاهـذي نواميس ُ الحيـاة ِ فسـوفتـُؤكـل ُ إن ْ تكن ْ مُستضعَفا ً ومُهانـافي الغابة ِ الصـَّمـاء ِ تكمن ُ عِبْرة ٌفالطير ُ فيهـا تأكـل ُ الديدانـاوعلى جبين ِ الدهر ِ تسكن ُ حِكْمــة ٌشـَـرَف ُ الفتى ألا يموت َ جبانـاوفـَـضيلة ُ النصر ِ المـُـظفـَّر أنـهقـد زادنـا بحقوقنـا إيمـانا***تمـّـوز ُ يحملنـا إلى شُـرُفاتِـه ِ ويُـقيـم ُ في صحرائنـا بسـتاناتمـوز ُ بالنصـر ِ العظيم ِ مـُحَـلـِّـق ٌ وقوافـل ُ الأفراح ِ فـوق َ رُبانـاتمـوز ُ بعــد َ اليوم ِ أنــت َ ربيعُنا ولـَـسوف َ نشطب ُ مِـن ْ غـَـد ٍ نـَيْـسانا***
يا سـيد َ النصر ِ الجميل ِ تحيَّـة ًكـل ُّ الشعوب ِ بحبكـم تتفـانىفي الفـِعْل ِ، فعلـُـك َقاطع ٌ، وإذا نطقـْت َنـَطقـْت َ مِنْ سِحر ِ البـَيـان ِ بيـاناأصبحـت َ للتحرير ِ عنوانـا ً وهـُم ْصـاروا لكـل ِّ خيانة ٍ عنوانـا

No comments: